“لا تستسلم أبدًا .. لا تستسلم أبدًا .. أبدًا، أبدًا، أبدًا .. لا تستسلم لشيء، كبيرًا أو صغيرًا، لا تستسلم أبدًا، لا تستسلم سوى لقناعات الشرف والفطرة السليمة .. لا تستسلم للقوة، لا تستسلم أبدًا لهيمنة العدو الغاشم” – ونستون تشرشل
أعيشُ في دلتا مصر، أثناء كتابة الكلمات التالية، لا تتعدى سرعة الإنترنت الخاص بي 5 ميجابايت/ الثانية، وهي أقل من السرعة التي توفرت بالولايات المتحدة الأمريكية في أوائل القرن الحالي، أي منذ 20 عامًا!
لماذا أذكر ذلك؟ لأخبركــم بأن الـواقـع الـذي نعيشـه والمـوارد التي نمتلكهـا، أقـل مما امتلكـه غيرنـا منذ عقديـن. مما يعنـي أن علينــا بـذل نفــس جهــده لمــدة 20 عامًا كي نصل إلى النقطة التي يقف عليها الآن بافتراض حصولنا على نفس المعطيات وبأنه سينتظر. أو؟ نبذل ضعف جهده لجعلهم عشرة أعوامٍ فقط، أو الضعفين وأكثر لتقليص المدة وتحقيق النتائج بشكلٍ أسرع.
الخبر السيئ أن فرصتنا في التنافس مع الشركات الأجنبية بموارد أقل صعبة للغاية في وضعنا الحالي. الخبر الجيد أن تلك الشركات العملاقة بدأت منذ عقود بأقل من مواردنا الحالية وحققت نجاحًا ساحقًا.
الخبر الجيد أيضًا أن سوقَنا العربي ما زال في حاجة إلى آلاف الحلول المبتكرة، وكـ شبابٍ نشأ على موارد معرفية لم يحظ بها جيل السبعينات وأوائل الثمانينات، فإن فرصتنا في تحويل الواقع العربي إلى الأفضل أصبحت أكبر من أي وقتٍ مضى!
أستطيـــع القول بأن الانطـلاقـة الحقيقـة لتوفيـر خدمــات الأعمـــال على الإنترنت العربـي بدأت منذ 10 أعــوام تقريبًا مع إطــلاق حســوب، عندما قرر عبد المهيمن الآغاء – وهو شاب سوري – أن يغير واقعنا العربي بحلولٍ مبتكرة تساعد الشباب على إيجــاد فرص عمــل عن بعــد، وتســاعد الشركـات على توظيف الكفاءات من أي مكان، والآن أصبحت حسوب أكبر شركــة عمل حـر عربيــة ذات تأثير ضخــم على آلاف الشبــاب ومئات الشركات.
لقد لمست أثر حسوب شخصيًا عندما قررت العمل عن بعد أثناء دراستي، وتربحت من موقع مستقل لسنوات، ثم عملت ضمن فريق حسوب للتسويق بالمحتوى وتعلمت هناك أصول النظام والدقة، والأهم هو إضافة القيمة في كل كلمة أقدمها للمجتمع العربي.
رغم ذلك، لن تقدر حسوب على مواجهة جميع مشاكل العالم العربي بمفردها، فنحتاج إلى صنع تكتل ضخم من الشركات العربية الرائدة التي تضم أفضل الكفاءات، تبحث عن الجديد، وتبتكر الحلول.
لا نحتاج إلى صنع بيئة تنافسية شرسة بين الشركات في الوقت الحالي قدر احتياجنا إلى تقديم أكبر كم ممكن من الحلول أولًا، فالسوق العربي ما زال خصبًا وفي حاجة إلى مئات الشركات التي تقدم أحدث الخدمات والمنتجات، وهو أمر لن يتحقق سوى بسواعدنا نحن.
لذلك.. منذ اللحظة الأولى التي قررت فيها أن أكون جزءًا من هذا السوق الناشئ، عقدت العزم على أن يكون فريقنا في نكتب هو الفريق الرائد عربيًا بمجال التسويق الداخلي؛ وهو المجال الذي غضّت شركـات التسويــق العربيـة نظرهــا عنـه لعـدم قدرتهــا على اقتحامـــه، أو عــدم مواكبتهــا لما هـو جديــد من حلولٍ تسويقية.
لن تغمض لنا عين إلى أن نقدم أفضل الخدمات الممكنة باحترافية وتميز؛ حتى تصبح الشركات التي تستعين بنا في مكانة تنافسية عالية، فتتمكن بدورها من تحقيق تغيير أفضل لعالمنا العربي.
أعلم أن الطريق وعر ونحن في حاجة إلى تعلم أطنانٍ من المعرفة وتخطي الكثير من العثرات..
رغم ذلك سوف نعمل على قدمٍ وساق لتحقيق النجاح لنا، وللمجتمع العربي معنا.. نعلم بوضوح أننا في طليعة المعركة، وسوف يكون الانتصار حليفنا طالما نملك هدفًا نؤمن به، ومسارًا واضحًا لتحقيقه، وعقلية لا تعرف سوى الإصرار.